erap عضو مميز
عدد الرسائل : 1391 العمر : 32 التقييم : 1 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: إمينيم عائد لإنقاذ "الهيب هوب" وديترويت المفلسة الإثنين مارس 02, 2009 12:00 am | |
| الهيب هوب فن مدينة بامتياز. لا بل هو فن المدينة الداخليّة (inner city)، بحسب مفهوم المدينة الأميركيّة وخارطة التوزّع الاجتماعي فيها. أو أنّه فن الطرف الأقصى من المدينة، فنّ الطبقة الأكثر غوراً فيها، إن اعتبرنا أنّ المدينة طبقات يتراكم بعضها فوق بعضها الآخر. الهيب هوب كان قد بدأ بالتكوّن في غرب منطقة برونكس النيويوركيّة مطلع سبعينات القرن الماضي. من ناحية الموسيقى تُعدّ تجارب الـ"دي جي" الجامايكي كوول هيرك، الآتي من مدينة كينغستون إلى نيويورك آنذاك، تأسيسيّة في الهيب هوب. فقد أخذ هيرك يُدخل على الريغي المُسجّلة على أسطواناته، وهي الموسيقى الجامايكيّة التي لم تكن مرغوبة بعد من قبل الجمهور النيويوركي، مقاطع صوتيّة وموسيقيّة مرتجلة عمل على تمديدها وتكرارها. أسلوب كوول هيرك ذاك بدأ يشيع في أوساط الحياة الليليّة النيويوركيّة وحفلاتها، ليقدّم نموذجاً يتيح التحكّم التحويري الحر بالموسيقى، وذلك انطلاقاً ممّا يُرغب بقوله. تلك كانت رغبة في السيطرة على الموسيقى مقرونة برغبة أخرى، لا تقلّ إلحاحاً، هي رغبة القول من دون مواربة. لم ينحصر الهيب هوب في البرونكس ونيويورك. كما أنّه لم ينحصر بالموسيقى وحدها. فقد أخذ ذلك الفن الناشئ يشكّل ثقافة مدينيّة تتبنّاها الأجيال الشابة، في المدن الأميركيّة بداية، كطريقة اعتراض على قيم فنّيّة وجماليّة ومسلكيّة وعلائقيّة سابقة. إنّها ثقافة كاملة، لها لغتها وأزياؤها وموسيقاها وأفكارها، تألّفت من عناصر أربعة رئيسة، هي فن الغرافيتي (الرسم والتلوين والكتابة على الجدران) والـ"بريك دانس" والـ"دي جي" (Cutting and scratching) وما يعرف بالـ emceeing، أو الـ Rapping، وهي إلى ذلك، ووفاقاً لتنوّع عناصرها، قد تحظى بمسارات مختلفة عدّة لتبلور مظاهرها. فإلى ريادة كوول هيرك في البرونكس بمجال الـ "DJing" والـ emceeing ثمّة أدوار تأسيسيّة أخرى لروّاد هيب هوب كثر قد يظلّون مجهولين، أو ضائعين في مزيج العوامل والمظاهر المدينيّة الكثيرة التي بلورت وما زالت تبلور ذلك الفن.
في مدينة صناعيّة بالكامل، لا تتمتّع بذلك البعد الثقافي الهائل الذي لنيويورك، ضرب الهيب هوب الموسيقي ضربة قويّة في تسعينات القرن الماضي. ففي وارن، تلك الضاحية القاسية من مدينة ديترويت الأميركيّة، نشأ مارشال بروس ماذرز الثالث، الذي سيعرف فيما بعد بـ"إمينيم" (Eminem)، أو سليم شيدي (Slim Shady) على ما يطلق على نفسه. إمينيم الغاضب وحليق الشعر ذاك، سيبدّل مشهد الموسيقى الشعبيّة والهيب هوب بالكامل. أسطواناته الاستثنائيّة الخمس التي أصدرها بين العامين 1999 و2005 والتي باعت نحو خمسين مليون نسخة، منحت "موتاون"، شركة الإنتاج الموسيقي في ديترويت، كما المدينة المذكورة، فصلاً جديداً من تاريخ الموسيقى في قلب البيئة الصناعيّة الكاملة. الشاب الذي يبلغ اليوم السادسة والثلاثين من عمره، قضى المرحلة الأبرز من حياته في الجانب الأقصى لمدينة ديترويت المتراجعة إلى مرحلة شبه الإفلاس. وقد اخترق الشاب الأبيض السيطرة السوداء على الراب والهيب هوب، ليضفي على أجواء الثقافة المذكورة عوامل اختلاط عرقي في أوساط الفنانين كما في أوساط جماهيرهم ومريديهم. على أن البعض ذهب لاعتباره، وعلى ضوء ما ناله من شعبيّة كاسحة، الفنان الأعظم للراب والهيب هوب، حيث زحفت الجماهير خلفه وملأت الملاعب الكبرى لحضور حفلاته، واحتلت صوره ومقابلاته وأخباره الصفحات الأولى من صحافة الموسيقى والثقافة الشعبيّة على مدى أعوام. راب إمينيم سعى في البداية لرواية قصّة حياته الشخصيّة وسيرة الفقر الذي رافق طفولته، محوّلاً ذاك إلى الإطار العام الذي يضمّه الفنّ الذي اختاره. والأمر المذكور يعدّ محوريّاً في ثقافة الهيب هوب والراب، إذ يسعى كلّ فنّان في هذه الأجواء إلى تثبيت حضوره ونبرته وشعره المقفّى الذي يكتبه ويتلوه، وذلك بالترافق مع الأجواء الموسيقيّة الخلفيّة الطالعة من أسطوانات الـ"دي جي" ومن خربشاته وتقطيعاته وتوصيلاته وفبركاته الصوتيّة. على أن الخلطة الفنيّة المذكورة من الراب والهيب هوب وما يفترضانه من هيآت للمؤدّين، تحوي الكثير من سيرة المدينة والضاحية والحيّ الموحش حيث يكون المؤدّي قد نشأ وكوّن مواقفه وشحذ أسلوبه ولغته. ثقافة إمينيم ومعينه الأمثل يكمنان في القاموس. القاموس هو الكتاب الوحيد الذي كان يقرأه في سنوات طفولته وفتوّته. ومن القاموس ذاك تكوّنت طلاقة القوافي التي تميّز بها الشاب فيما بعد، حين شرع في الانخراط "بمعارك" الهيب هوب الكلاميّة بين المتنافسين والمتحديّن بعضهم البعض في عروض الشوارع وناصيات الطرق، ومن ثمّ، في الملاعب الكبرى التي غدت مسارح للحشود. الأمر جعله، كما يصف البعض، وحشاًَ يقضم اللغة الإنكليزيّة، المادة الأوّليّة في فنّ الهيب هوب، حيث بات الفن المذكور وكأنّه يطلع من القاعدة الأولى لكلّ شيء: الكلمات. آخرون يصفونه بـ"فأر الاستديو"، حيث يقضي أحياناً خمس عشرة ساعة متواصلة وهو يعمل ويسجّل. فيما البعض الآخر يرى فيه نموذجاً يحوي جميع الصفات النمطيّة التي تسم سكّان الضواحي الصناعيّة الفظّة، كأن يصفونه بكاره النساء والمثليين على حدّ سواء، وبالبذيء والعنيف أيضاً، إذ كان قد أُوقف مرّة جرّاء إطلاقه النار. أمّا الرئيس جورج دبليو بوش، الذي أغاظه قلّة الاحترام الكاملة التي أبداها إمينيم تجاه القيم المحافظة، فقد اعتبره "الخطر الأكبر على أحداث أميركا منذ حقبة شلل الأطفال في الخمسينات". في الواقع، ولشدّة ما ينطلق الهيب الهوب من القواعد الخام الأوّليّة للمدن، فإن في سيرته وفي تقلّب أحواله الكثير ممّا تحياه تلك المدن، التي تُطلعه من أجوائها الغائرة. والحال فإنّ إمينيم، ومنذ نحو عامين، يحيا انسحاباً ملحوظاً من الضوء. الشاب الذي كان اشترى في عام 2003 منزلاً يتألّف من 29 غرفة في منطقة روتشيستر هيل بديترويت، من غير أن يتخلّى عن السكن في منزله الأصغر في كلينتون تاون هيل، في ديترويت أيضاً، لم يصدر عملاً موسيقيّاً منذ عام 2005. كما كان قد ألغى حفلاً خلال الصيف المنصرم بداعي الانهاك. ويشير متابعون لأخبار فنان الهيب هوب الأوّل في أميركا أن عام 2006 كان مفصليّاً في حياته، حيث قُتل صديقه الأقرب فنّان الراب ديشوان دوبري هولتون، المعروف بـ"برووف" (Proof). إمينيم والراحل هولتون كانا قد تصادقا وهما في سنّ الرابعة عشرة، حيث كانا تلميذين في ثانويّة لينكولن في وارن، ديترويت. وقد لعب برووف منذ ذلك الحين دور المشجّع لأمينيم في مسيرة الراب، ممهداً الطريق أمامه للانضمام إلى فريق الراب الشهير في ديترويت، D12. ثمّ، فيما بعد، أدّى برووف دور ما يعرف بـ"هايب مان" خلال عروض إمينيم، أي الـ"رابر" الرديف الذي يسبق بظهوره على المسرح ظهور السوبر ستار، ويعمل على "تسخين" الجمهور ويؤدّي أصواتاً خلفيّة مرافقة لصوت السوبر ستار الصادح. قُتِل برووف جرّاء إصابته بثلاث طلقات في الرأس والصدر خلال شجار غامض الدوافع والتفاصيل في أحد الأندية الليليّة. بمقتل الصديق ذاك، إضافة إلى نوازع سوداويّة أخرى في شخصيّة إمينيم، دخل الأخير في عزلة منزله بمنطقة كلينتون تاونشيب، حيث يسكن مع ابنته على مقربة من ديترويت. لأكثر من سنتين وإمينيم بالكاد لا يخرج من منزله المذكور ويتجنّب الظهور في الأمكنة العامة. إلى ذلك فإن ديترويت ليست أفضل حالاً اليوم من إمينيم المنعزل. المدينة التي اعتبرت منذ أربعينات القرن الماضي قلباً نابضاً لحاضرة صناعيّة ممتدّة، شكّلت ما يعرف بـ"حزام الغبار"، غبار المعامل والمصانع شمال ووسط الولايات المتّحدة الأميركيّة، هي اليوم الأرض الصفر ("غراوند زيرو") للأزمة الاقتصاديّة التي تضرب بقوّة صناعة السيارات وسوق العقارات. حالة التقشّف وضبط الانفاقات في المدينة المذكورة أدّت إلى تقليص أعمال جرف الثلوج وفتح الطرق. ويشير غاي أدامز في الإنديبندنت (4 شباط 2009) إلى جثّة متشرّد وجدت قبل أيّام في قالب من الجليد، بأسفل ناطحة سحاب في وسط ديترويت المقفر والخاوي ليلاً، كما يشير إلى تنامي الإحساس بالخطر لمن يريد المخاطرة بالتجوال في ليالي ميشيغن الباردة. شوارع كاملة في وارن، حيث عاش إمينيم ونشأ، يمكن شراؤها أو بيعها اليوم بثمن سيّارة واحدة. والاقتصاد الوحيد المستمر بنشاط بائس، على ما يكتب أدامز، هو اقتصاد الدعارة والمخدّرات. ميت رومني ابن ديترويت، وهو حاكم ماساتشوستس والمرشّح الجمهوري السابق للرئاسة الأميركيّة، دعا في مقالة كتبها في تشرين الثاني المنصرم (الهيرالد تريبيون) إلى عدم التردد في إعلان إفلاس منظّم لديترويت. على المدينة أن تفلس وتواجه إفلاسها، علّها بذلك تعيد إنهاض نفسها وتنظيم أحوالها بواقعيّة، يقول رومني. "المدينة لا تحتاج إلى شيك"، كتب رومني منتقداً الدعم المالي المزمع تقديمه من قبل الحكومة الأميركيّة، لإنقاذ صناعة السيّارات المنهارة في ديترويت. "المدينة تحتاج إلى إعادة انطلاق". حال ديترويت اليوم كحال الهيب هوب، إذ بلغا معاً نقطة حاسمة من مسيرتهما. المدينة هبطت إلى الأرض الصفر، إمينيم داخل عزلته، والهيب هوب يكاد يشرف على الموت، على ما يقول الـ"رابر" الشهير الآخر "ناس" (NAS). أنّها مرحلة من التراجع التجاري والركود الفنّي تصيب مشهد ذلك الفن بشكل واسع. لكنّها ليست نهاية الحكاية. إذ أن إمينيم عائد، وهو عائد بقوّة على ما يرصد غاي أدامز، الذي زار ديترويت أخيراً وعاد بانطباعات حول التحضيرات الجارية لاطلاق عمل إمينيم الذي أعلن عنه في تشرين الأوّل 2008. العمل سوف يطرح في الأسواق في الثاني من آذار المقبل، ومن المتوقّع أن يتصدّر مبيعات الاسطوانات مع حلول أواسط شهر آذار. كما يتزامن اصدار عمل إمينيم مع إصدارين محمومين لفنانيْ هيب هوب آخرين وكبيرين، هما "فيفتي سنت" و"دري". والهيب هوب الخارج من قلب الأزمة يحمل في طيّاته المضامين الجذريّة الأولى التي كان قد تكوّن منها بالتدريج منذ مطالع السبعينات. الأزمة الاقتصاديّة عموماً في ديترويت، ثمّ الأزمة على الصعيد الشخصي فيما خصّ إمينيم، تشكّلان حافزاً لإعادة التأسيس. حافزاً لإعادة الإنطلاق من مكان صلب وقاس على ما تشير الوقائع | |
|
emy نائب المدير
عدد الرسائل : 1071 العمر : 32 التقييم : 0 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 10/11/2008
| موضوع: رد: إمينيم عائد لإنقاذ "الهيب هوب" وديترويت المفلسة الإثنين مارس 02, 2009 12:41 am | |
| | |
|
قطرة الندى عضو نشط
عدد الرسائل : 148 العمر : 34 التقييم : 0 نقاط : 208 تاريخ التسجيل : 09/04/2009
| موضوع: رد: إمينيم عائد لإنقاذ "الهيب هوب" وديترويت المفلسة الثلاثاء أبريل 14, 2009 1:44 am | |
| | |
|
البرنس مشرف عام
عدد الرسائل : 377 العمر : 29 التقييم : 0 نقاط : 1289 تاريخ التسجيل : 18/02/2009
| موضوع: رد: إمينيم عائد لإنقاذ "الهيب هوب" وديترويت المفلسة الثلاثاء أبريل 28, 2009 12:37 am | |
| مشكووووووووووووووووووووور | |
|