أولاً:
لا يختلف إثنان أن أمتنا الإسلامية تمر بظروف مأساوية تدمى لها القلوب ..
ففي كل مكان مناحة .. وفي كل مكان فاجعة ومأساة خانقة يتعرض لها المسلمون ..
فهل من المعقول ؟!!!!!
أن يكون المسلمون في هذه الاحوال يلفهم الحزن .. وتعمهم المصائب والبلايا ..
ثم نرى مَن يدعو إلى الغناء والرقص على الموسيقى ..!!
سبحان ربي ..
وأي غناء ؟!!! وأي رقص ؟!!!
غناء هابط .. ورقص فيه رائحة الفجور ..!!!
ثانياً:
تأمل أخي -وبقليل من العقل- وتفحص كلمات ومعاني هذه الأغاني .. أين ستصنفنها ؟؟!
أهي مما تفيد وتنفع .. فتزيد في دينك .. أو توسع ثقافتك النافعة ؟!!!
أهي مما تقوي يقينك .. وتقرّبك إلى الله تعالى .. وتوصلك إلى الجنة .. وتملأ قلبك بمحبة الله سبحانه ؟؟
أم أنها بعكس ذلك كله .؟؟!!!
إنها مجرد معانٍ هابطة لا تحرك إلا أدنى الغرائز في الإنسان .. وتهيج فيه الحيوان الساكن ..!!
لاحظ هبوط المعنى .. وخطورة الإيحاء ..
ثالثاً:
نعلم أن لكل كلمة يرسلها الإنسان هدف معين ..
والسؤال .. ما هي الرسالة والهدف الذي من أجله كانت الأغاني ..؟!!
فكر في هذه المسألة طويلاً وكثيراً وبصفاء ونقاء ..
وستصل إلى أن هدف هذا الغناء المريض هو مسخ الشخصية وتخليصها من كل معاني الفضيلة .. وطمس القيم عندها ..
رابعاً:
ويمكن أن تذهل عندما تعلم أن من أهداف التنصير
هناك مقررات تدعو المنصرين في كل البلاد -وخاصة الإسلامية- إلى:
إشغلوا شبابهم عن المسجد بالملهى .. وأشغلوهم عن القرآن بالغناء ..!!!!!!!
وللأسف الشديد لقد نجحوا بامتياز في هذا وفي ذاك ..
فإقبالك على هذه الأغاني تضيع فيها وقتك .. دليل على أنك تجاري مخططات أعداء دينك دون أن تشعر !!!
وهنا ألفت نظرك إلى قوله تعالى -لعله يهز قلبك- فيوم القيامة ستكون المفاجأة الصاعقة ..
"وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون" ..
"وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ"
خامساً:
مما يؤكد القضية السابقة:
اجلس مع نفسكِ في خلوة ولاحظ الآتي:
أنك قد تصغي لساعات متواصلة لمجموعة من الأغاني .. وقد يهتز جسدك كله معها ..
ولكنك في الوقت نفسه يصعب عليك للغاية أن تجلس نصف ساعة فقط مع كتاب الله جل وعلا ..
مع أنه شفاء لما في الصدور .. ومع أنه هدى ورحمة .. وكله بركة ونور .. وخير وعافية ..!.
هل سألت نفسكِ ؟؟؟!!!
لماذا تحلو الأغاني في عينيك .. وتستمتع لها .. بينما يصعب عليك الجلوس المتدبر مع القرآن ..؟!!!
ببساطة:
"وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَان أَعْمَالَهُمْ"
الغناء شيء يزينه ..
سادساً:
تخيل أخي الكريمأختي الكريمة المشهد التالي:
لو أن شاباً في الشارع كلما مرت به فتاة أخذ يتغزل بها جهاراً نهاراً وبصوت عالٍ وبلا حياء ..
ويسوق إليها أفحش الكلمات وبقي هكذا غير مبال بأحد .. ترى ماذا يمكن أن يفعل به الناس ؟!
لا أقل من أن يزجروه .. ويعنفوه .. ويهددوه .. ويشتموه .. أو يضربوه ..
العجيب أن هذا الشيطان الإنسي -وبدلاً من غيرتنا أن تسمعه بعض الفتيات في الشارع-
فإذا بنا نستقبله في بيوتنا !!!! ونُسمعه ولبناتنا ونسائنا ..!!
سابعاً:
السؤال الذي ينبغي أن يكون الشغل الشاغل لكل أخت كريمة تريد الجنة وترغب فيما عند الله ..
هل هذا الغناء يزيدها قرباً من الله تعالى ..
أم أنه من الأمور التي تعرضها لسخط الله وغضبه ؟؟
ثامناً:
سل مَن ابتلي بهذه الآفة .. ثم منّ الله عليه فتركها من أجل الله تعالى ..؟
سله : ماذا خسر ..!!!
وستجد أنه عاش في دائرة الأغاني سنوات طويلة .. ثم تركها لسنوات أطول ..
فما خسر شيئاً .. بل سيؤكد أنه ربح كثيراً حين عوضه الله بحلاوة إيمان وجدته في قلبه ...
تاسعاً:
حين تستقطع ساعة من يومك أو ساعتين وربما أكثر لسماع هذه الأغاني ..
ومشاهدة ما يصاحبها من رقص ماجن وميوعة وعري ونحو ذلك ......
تُرى هل هذا الوقت سيكون في رصيد حسناتكِ يوم القيامة .. أم في رصيد السيئات ؟؟!!!
ومما لاشك فيه أن المسلم العفيف المحب لله الراغب في جنته أكبر همه أن يزيد رصيد حسناته بكل سبيل ..
فهذا الوقت المستقطع للأغاني أين سيصب ..؟!
إن ساعة لا تقربك إلى الله .. فلا تعتبرها من عمرك .. بل إن كنت عاقل فابكِ على ضياعها ..
لأنها ستصبح ندامة يوم القيامة ..!!!
يا إلهي سترك ورحمتك .. فإن أياماً وشهوراً وسنوات تضيع في ما يقرب من سخطك وغضبك ..!!!
عاشراً:
قرر علماؤنا أن مّن ابتلي بهذه الآفة لا يعرف قلبه الخشوع في الصلاة -وإن صلى-
ولا يجد لذة الصيام -وإن صام- ولا يستمتع بروائع القرآن -وإن أقبل عليه-
ولا يستشعر لذة الأنس بالله .. وحلاوة الإقبال عليه -وإن زعم أنه مقبل على الله ..
ويكفيه هذا الحرمان لو كان له قلبٌ يفقه ..
نسأل الله العفو والعافية .. وأن يأخذ بأيدي اخواني وأخواتي الكرام لما يحبه ويرضاه ..
وأن يذيق قلوبهم حلاوة الإقبال عليه .. حتى لا يلتفتوا إلى غيره .. ولا يتطلعوا إلى سواه ..
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك ..
وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..