فيلم "هيب هوب المقلاع".. قصة فلسطينية مع الموسيقى

يلقى الفيلم الوثائقى "رحلة الهيب هوب" الذى يمتد لخمس وثمانين دقيقة وعرض الخميس فى قصر رام الله الثقافى فى الضفة الغربية، الضوء على نشأة وتطور أغانى الهيب هوب عند الفلسطينيين الذين يعيشون فى فلسطين 48 وغزة.

وقالت مخرجة الفيلم الامريكية السورية جاكى سلوم المولودة لاب سورى وام فلسطينية وتحمل الجنسية الامريكية لوسائل الإعلام بعد عرض فيلمها "رحلة الهيب هوب": "الفيلم اول تجربة اخراج اقوم بها لفيلم طويل هدفى منه تغيير صورة العرب فى وسائل الاعلام الامريكية".




واضافت "استغرق عمل الفيلم منى اربع سنوات ونصف وكان اول عرض له فى مهرجان صن دانس فى الولايات المتحدة حيث عرض ست مرات وفى كل مرة كانت القاعة تمتلئ بالحضور الذين كان يبدو على عدد كبير منهم الاندهاش وهم ينظرون الى صورة اخرى عن الفلسطينيين".

ويرصد الفيلم اول فرق الهيب هوب الفلسطينية وهى "دام" فى اللد وظهرت عام تسعة وتسعين و"عربيات" فى عكا و"الراب الفلسطينية" فى غزة ومحاولة لانشاء فرقة فى مخيم الدهيشة فى بيت لحم.

وتقدم هذه الفرق صورا عن الظروف التى يعيشها افرادها والتى يظهر الفيلم انها كانت سببا لبحث هؤلاء الشبان عن طريقة يتمردون بها على واقع صعب فى اللد وعكا حيث قلة الخدمات وانتشار المخدرات والعاطلين عن العمل والاحساس بالتمييز بين الفلسطينيين واليهود الذين يعيشون فى اسرائيل والاحتلال فى غزة.

وتضيف جاكى "البداية كانت عندما كنت فى سيارة تاكسى فى امريكا واستمعت الى اغنية راب عربية "مين ارهابي" كان ذلك فى العام 2002 ومنذ ذلك الوقت قررت ان اعمل فيلم عن الهيب هوب فى فلسطين وكانت البداية فى العام 2003 عندما توجهت الى فلسطين لزيارة اقارب لي".

وتسطرد التى ظلت تعود الى المنطقة كل عام منذ العام 2003 "بالاضافة الى عودتى كل عام على مدار اربع سنوات عملت على ترك كاميرا لدى كل فرقة فى عكا واللد وغزة قامت الفرق بتصوير نشاطاتها اضافة الى اننى حصلت على صور منهم قبل ان اتعرف اليهم.. بالرغم ان مدة عمل الفيلم استغرقت اربع سنوات ونصف الا انه يروى تسع سنوات من الهيب هوب الفلسطيني".

ويقدم الفيلم صورة شاملة عن اوضاع المجتمع الذى تعيش فيه الفرق ونظرة الناس لهم وموقف عائلاتهم من غنائهم.

تستحضر المخرجة الاوضاع التى كانت سائدة فى غزة خلال احداث هدم المنازل والمواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين وصعوبة تنقل الفلسطينيين من مكان الى اخر قبل الانسحاب الاسرائيلى من غزة عام 2005 وشعور اعضاء فرقة الراب الفلسطينية فى غزة بأنهم فى سجن كبير.

وقالت جاكى "فوجئت بالحفل الذى نظمته الفرقة فى غزة وحضره اكثر من خمسمئة شاب وفتاة كنت لا اعرف ان مثل هذه الاشياء تحدث فى غزة".

واضافت "اغانى الراب التى تتحدث عن المعاناة وصعوبة الحياة سواء كانت اجتماعية او سياسة تصل الى الجمهور مباشرة لانها تخرج من القلب مباشرة لذلك تكون مقنعة".

وتغنى فرق الراب الفلسطينية فى أراضى 48 اغانى الهيب هوب بثلاث لغات هى العربية والعبرية والانجليزية وتستحضر المخرجة اشكالا من هذه الاغانى فى فيلمها اضافة الى مشهد من برنامج على تلفزيون اسرائيلى يستضيف فيه فرقة دام.

ويوضح الفيلم تفاصيل أغنية "مين ارهابي" لفرقة دام التى تتحدث عن اوضاع الفلسطينيين فى داخل الخط الأخضر، ومن كلماتها "مين ارهابي... انا ارهابى كيف وانا عايش فى بلادي... انت بتلعب دور المحامى والشاهد والقاضي". وتم تنزيل مليون نسخة منها عن الانترنت.

وتظهر فى الفيلم مغنيتا راب فلسطينيتان من عكا تمكنتا من تجاوز كل العقبات الاجتماعية لتعتليا المنصة امام الجماهير لغناء الراب بعد ان أسستا فرقة "عربيات".

ويشير الفيلم الى حادثة تعرض مطربى راب من مخيم الدهيشة للاعتقال بعد احياء حفل راب قدموا فيه اغنية مجدوا فيها صديقا لهم قتل برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلى وواجهوا تهما صعبة تظهر مكالمة تليفونية بينهم وبين اعضاء فرقة دام ان المدعى العام يطلب لهم السجن لسنوات طويلة ولم يشر الفيلم ماذا حدث معهم بعد ذلك.

ويعرض الفيلم لقطات لحفلات شاركت فرق الراب الفلسطينية فى احيائها فى الضفة الغربية وقطاع غزة واسرائيل ونيويورك وامستردام.

وأكدت جاكى ان فيلمها المترجم الى الانجليزية والذى كان اول عرض له فى مهرجان "صن دانس" فى يناير كانون الثانى الماضى وتبعه عرض فى عمان ورام الله سيعرض فى العديد من دول اوروبا لكن "العرض الاجمل بالنسبة لى هنا فى رام الله".

واضافت "انا فى هذا الفيلم اقدم صورة اخرى عن العرب لا يعرفها الغرب لانه لايرى عن العرب سوى ما تنقله له وسائل الاعلام".

وترى جاكى فى فيلمها "توثيق لانطلاق الهيب هوب فى فلسطين".

وبعد انتهاء عرض الفيلم تراقص جمهور الفيلم على عرض حى لفرق دام من اللد وفرق عربيات الذين قدموا مجموعة من اغانى الهيب هوب ذات كلمات على الايقاع السريع.

ويرى اعضاء فرق الهيب هيب خلال احاديثهم فى الفيلم على انه رغم حداثة الهيب فى فلسطين الا انه ينتشر بسرعة.

ويذكر أن مؤسسة فنية فلسطينية، بدأت الاسبوع الماضى بدعم دنمركى فى عمل مشروع لأغانى الهيب هوب يستمر ثلاث سنوات سيفتح المجال امام هواة هذا الغناء لتطوير قدراتهم وتشكيل فرق فنية خاصة بهم